
وكأن قطعة من الجنة سقطت على شمال تركيا فتناثر الجمال الطبيعي فيها، بهذه الجملة يمكن أن نلخص ما تحتويه مدن الشمال التركي من ميزات سياحة كبيرة تكاد تجمع المنطقة الواحدة منها بالهضاب الخضراء والبحيرات الطبيعية والغابات الهادئة ذات الأشجار الباسقة والمزارع والخضروات والشلالات التي يمتد طولها لمئات الأمتار،
والحدائق الغناء والبساتين المثمرة الفيحاء، التي تغطي مساحات كبيرة منها مما يجعل فرصة السياحة فيها الأكثر وجهة وإقبالاً بين بقية مناطق تركيا لما لها من وقوع كبير في نفوس من زاروها، وتنسمهم لحلاوة السفر إليها في ليالي الصيف الباردة هناك والمنعشة وسط أجواء مفعمة بالجمال والاسترخاء والهدوء بعيداً عن الشعور بالضيق والملل من الحياة في المدن الكبيرة، والصخب والضجيج وضمن أجواء عائلية مريحة ومشجعة.
يشكل الطقس في مدن الشمال التركي نموذجاً لاعتدال دراجات الحرارة صيفا، لذا فإن شهور الربيع والصيف وبداية الخريف وتحديداً من شهر مايو حتى أكتوبر هي من أفضل الأوقات للزيارة والتمتع بجمال الطبيعة.
أما بقية شهور السنة فستصبح باردة جداً ويكثر نزول الثلوج والمطر وخاصة شهور ديسمبر ويناير وفبراير وهذه أيضا فرصة لعشاق الثلوج والأمطار لزيارة مدن الشمال التركي الساحرة.
توصف بأنها "الجنة المخفية" والواقعة شمال شرقي تركيا حيث تشكل اليوم إحدى أهم مراكز الجذب السياحي، لجمالها الطبيعي الساحر الذي يجذب عشاق الهدوء والسكينة.
ويقصدها السياح اليوم للاستمتاع برؤية شلالات أرتفين المعروفة باسم "الجنة المخفية"، وبحيرات كاراغوللر، والمتنزهات الوطنية، والغابات، والبحيرات التي تكونت خلف السدود على النهر، حيث يعشق السياح زيارتها والقيام بجولات بالقوارب في هذه البحيرات.
إن ما يميز السياحة في أرتفين هو وجود تنوع نباتي وثراء بالحياة البرية بها، لذا فهي تعد من أغنى مناطق تركيا من حيث التنوع النباتي، حيث تحتوي على 2727 نوعاً من النباتات.
ويقصد السياح في الغالب منتزهات هاتيلا، وسحارا، وبحيرة بورشكا كاراغول، ومضيق وادي جهنم الشهير، ومتنزه آلتيبارماق، وشلال غونشلي- باليقلي وحديقة طاوشان تبه التي تعرف عند العرب بـ (تلة الأرانب).
كما يوجد فيها مواقع أثرية وتاريخية يمكن زيارتها واستكشافها كقلعة أردانوتش، وقلعة شافشات، وكنيستا التبت وإيشهان، وجسر أرهافي، ومسجد إرميت.
تلقب مدينة ريزا بالمدينة الخضراء في تركيا، فكلمة "ريزا" تعني جانب الجبل الأخضر على شاطئ البحر، وهي بالأساس تقع على منحدر جبلي، يشرف على ساحل البحر الأسود، فإن ما أدرت وجهك رأيت الجمال الرباني والخضار الساحر، حتى أنها لُقّبت أيضا ببلاد الذهب الأخضر، وذلك لأن اللون الأخضر يكسو أراضيها، وتحديداً منطقة "جاملي هامشين"، التي تمتاز بنهر طويل يجري بمحاذاة الطريق الذي يربط بينها وبين بلدة "أردشان"، حيث يوجد وادي الرياح، الذي أطلق عليه هذا الاسم لشدة تدفق مياه الشلالات نحو النهر، كما تشتهر "ريزا" بزراعة الشاي، نظراً لوجود مساحات شاسعة من مزارعه الكثيفة.
تشكل اليوم المدينة قبلة أساسية للسياح لرؤية وديانها وجداولها والعيون المائية العذبة، والمناظر الخضراء الرائعة الممتدة على طول النظر، وفيها بحيرات كثيرة وبعضها متجمد، وفيها مستنقعاتها، وسهولها البلورية الخضراء.
توصف طرابزون بأنها نجم صاعد في عالم السياحة التركية بفضل جمال طبيعتها الخلابة والمبهرة حيث تغطي مناطقها الغابات والمروج الخضراء بما يشعر السائح حقيقة وكأنه داخل قطعة من الجنة.
يفضل السياح القدوم إلى ولاية طرابزون وذلك لجمال طبيعتها، وأماكنها التاريخية، وجبالها، ومصايفها حتى تحولت إلى عتبة دائمة لهم وبالأخص منطقة أوزنغول Uzungöl التي باتت اليوم واحدة من أكثر مناطق تركيا مقصداً، وهي عبارة عن امتزاج زرقة المياه، مع خضرة الجبال، في مشهد يشبه الخيال لكونها تقع في واد تلفه الجبال المرتفعة، المكللة بالغابات الخضراء، وتضفي عليها مزيدا من السحر والجاذبية، ولا سيما عندما يسودها الضباب.
ومن اشهر الاماكن في طرابزون التي يقصدها السياح الهضاب الخضراء حيث يمكن البقاء بين أحضان الطبيعة من خلال البقاء في أحد الأكواخ الخشبية الموجودة على الهضاب، وقمة "بوز تابه" والتي تعني بالتركي "قمة الجليد"، فهي من أكثر القمم التي يهب عليها النسيم المنعش في فصل الصيفن وهي ذات ارتفاع شاهق يمنح الزوار رهيبة على ساحل البحر الأسود، حيث يمكن الصعود إلها من خلال التلفريك.
كما يمكن للزوار زيارة قلعة طرابزون والواقعة على أعلى قمم جبال طرابزون، وقد تم إنشاؤها قديماً لصد الهجمات المحتملة من البحر الأسود، لكنها اليوم باتت تنتشر فيها مقاهي عدة تطل على الساحل والأشجار الخضراء الكثيفة في مشهد بديع لا يقدر بثمن.
تقع قرية اوزونكول إلى الجنوب من مدينة طرابزون شمال تركيا، وتعني بالتركية البحيرة الطويلة، وهي تحولت اليوم إلى وجهة لا يمكن لسائح حذفها من جدول سياحته، ويعود هذه الشغف لرؤيتها من قبل السياح والتصوير في أحضانها والجلوس في ربوعها لكونها عبارة عن امتزاج زرقة المياه، مع خضرة الجبال، في مشهد يشبه الخيال، فهي تقع في واد تلفه الجبال المرتفعة، المكللة بالغابات الخضراء، وتضفي عليها مزيداً من السحر والجاذبية، ولا سيما عندما يسودها الضباب ويبدأ المشهد وكأنه قادم من الخيال.
تتبع قرية ايدر لولاية ريزا الشهيرة ويبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر 1350 متراً، حيث تعد القرية اليوم وجهة مفضلة للسياح لجمال طبيعتها الساحر المفعم بالخضار، ولوجود الحمام التركي الساخن، من ينابيع المياه الساخنة المستخدمة لعلاج عدة أمراض مثل الروماتزم وأمراض جلدية مختلفة.
تقع مدينة سامسون الشهيرة على الساحل الشمالي لتركي حيث البحر الأسود، ويقصدها السياح لجمالها الرباني الطبيعي وتميزها بجو لطيف بديع وبحر وغابات وشلالات وسهول تعانق بعضها بعضاً، جعلت منها اليوم قبلة سياحية واعدة لكل السياح من مختلف دول العالم.
لقد صدق من قال "من زار تركيا ولم يزر أوردو فلا زيارة له"، لكونها تغفو على جبال ساحرة ومراعي خضراء جميلة، تمنح السياح راحة وسكنية وتجعلهم في نعيم دائم إذ أنه أينما توجهوا يجدون ما يلفت انتباههم ويأسر قلوبهم نظراً لما يرونه من المياه والخضار، والشلالات، التي يفتقدونها في بلدانهم الأصلية هذا فضلاً عن رؤية محافظة أهل "أوردو" على عاداتهم وتقاليدهم القروية.
وإن مما يشجع على زيارةمدينة اوردو هو كمية التسهيلات المقدمة في مجال السياحة من قبل الحكومة التركية، مما ولّد إقبالاً كبيراً من السياح نظراً لتوافر الفنادق والمنشآت والمطاعم والمولات التجارية التي تضفي على الرحلة جواً متكاملاً من الخدمات.
ويمكن أن نعرض لكم أشهر الأماكن السياحية التي يمكن زيارتها في مدينة "أوردو":
ﻗﻠﻌﺔ ﻛﻮرول: وهي قلة أثرية ذات إطلالة باهرة على المدينة من جميع أطرافها والتي تبعد 13 كيلومتراً عن مركز أوردو، وعلى ارتفاع 571 متر عن مستوى سطح البحر.
قلعة أونيا : هي من أشهر معالم مدينة أوردو، والواقعة على بعد 7 كم من يسار طريق اونيا -ديسكار ، حيث تحتل موقعا إستراتيجياً وبارزاً في قلب هضبة بركانية يصل ارتفاعها إلى 200 متر فوق مستوى الارض.
شلالات أوردو : تعد الشلالات في أوردو واحدة من أشهر نقاط الجذب للزوار، حيث يتراوح ارتفاع الشلالات من 35 متر وحتى 105 أمتار، ومن أشهرها شلالات "جيسالي"، و"كادنجيك"، و"أوهتاميش"، والتي يتوافد إليها المستجمون صيفاً للاستمتاع بمياهها الباردة.
غابات أيباستي: لا يمكن لزائر مدينة أوردو أن يتجاهل غابات أيباستي التي تعد نقطة جذب لا مثيل لها لكونها تشكل لوحدها لوحة جمالية طبيعية ربانية، إذ أنك عندما تصلها يخال لك أنك لست على الأرض وأنها حلم خيالي، حيث سيسحرك نهر "مندريس" المتعرج المتربع على سطحها والذي يمنحك شعوراً لا يوصف بالراحة والسكينة وأنت محاط وسط خضرة تكسو الهضبة تبعث في النفس الطمأنينة.
بحيرة أولو جول: هو مكان ساحر وبديع حيث تقع البحيرة التي ترتفع ألف متر عن سطح البحر، في مكان ساكن بين الجبال الخضراء، على بعد 17 كيلومتر عن مركز المدينة، تحتضنها أشجار البلوط واللينوس من جميع أطرافها، ويقصدها آلاف السياح سنوياً لكونها تمنح الزوار مزيداً من الهدوء والسكون الممزوج بتغريدات الطيور.
مرتفعات بارشمبا: يقال إذا أردت رؤية الغيوم وهي تتراقص على سهول خضراء في مشهد بديع رباني فعليك بزيارة مرتفعات "بارشمبا"، إذ يصل ارتفاع المرتفعات نحو 1500 متراً فوق سطح البحر، ويمكن للزوار ممارسة عدة أنشطة هناك وأبرزها ركوب الخيل والتجول في المساحات الخضراء، أو ركوب عربة الخيل والتزه بها برفقة مشرفين.
تقع مرتفعات السلطان مراد غربي مدينة طرابزون شمال تركيا، وهي مرتفعات ساحرة يبلغ ارتفاعها نحو 2200 متر عن سطح البحر، ولم تكن المنطقة معروفة قبل أن تصلها قدم السلطان العثماني مراد السادس بعد عودته من إيران، واستقر فيها مع جيشه، ولذلك سميت بهذا الاسم.
وتحولت اليوم مرتفعات "سلطان مراد" إلى وجهة دائمة من قبل السياح العرب والأجانب لكونها تمنح زائرها مشهداً خيالياً يسلب القلوب ويبهر الأبصار من أعلى سفوح الجبال، لدرجة أنك ترى السحب والغيوم في الأسفل تحت ناظريك، كما يمكن مشاهدة الحيوانات البرية الأليفة مثل الغزلان المنتشرة، والسناجب وغيرها الكثير.
تقع ولاية أماسيا شمال وسط تركيا والمعروفة اليوم باسم "مدينة الأمراء"، لأنها كانت مركزاً لتدريب وتعليم الأمراء العثمانيين على يد أهم فناني وعلماء وشعراء ومفكري عصرهم.
ويرجع تاريخ تأسيسها إلى نحو 8 آلاف و500 عام، وتضم العديد من الأوابد الأثرية والتاريخية التي تعود لـ 14 حضارة مختلفة.
اليوم باتت "أماسيا" نظراً لتاريخها الثري والغارق في أعماق التاريخ من أهم المراكز السياحية والثقافية التي تلفت انتباه السياح المحليين والأجانب، كونها مدينة آمنة وهادئة ومضيافة وتحيط بها الجبال المطلة على البحر الأسود.
هي واحدة من اجمل الاماكن السياحية في طرابزون والتي يصل ارتفاعها إلى 1600 م، حيث يقصدها السياح بفضل طبيعتها اللطيفة والساحرة والتي تجمع بين الخضار والسحب والمراعي والمروج الخضراء والينابيع و البحيرات.
إن الصعود إلى أعلى هضبة حيدر نبي تمنح الزوار فرصة لمعانقة السحب في مشهد بديع وسط النباتات والأشجار المورقة والزهور الملونة والمنازل الخشبية ذات الطابع القروي الممتع.